الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية زهير مخلوف يتحدث عن عزمي بشارة ويصفه بـ"المخبر الأنتليجنسي"

نشر في  08 جوان 2017  (13:12)

بقلم زهير مخلوف

إلْتَقَيْتُهُ في نزل بضاحية "ڤمّرت" وكان يحاضر في الاستراتيجية السياسية ودور المثقفين في التغيير وذلك منذ حوالي سنة كان الحضور كبيرا وكان مبرّرا ومفهوما، فالمنظمون تمولهم قطر، والجميع كان يريد أن يستمع ويستمتع بما سيقوله "بشارة".

الجميع انبهر وشدّه ما قاله هذا الرجل. لم يظفر بانتباهي أو إعجابي لما شاب طرحه من خلل في تماسك وارتباط ما هو موضوعي بما هو نظري وقد أكد المحاضر على وجود جدوى موضوعية للثورات في الوطن العربي كما انعكاساتها الإيجابية على بلداننا في الزمن الحاضر.

لم يُفْتح باب النقاش وكنت تمنيت لو واجهت هذا المثقف العرّاب الذي تصدّر مشهد المثقفين الذين كنا نعتقد أنهم يملكون الوظيفة الاجتماعية للمثقف العضوي وهي وظيفة لا يمتلكها الا اصحاب الكفاءات الفكرية العالية وهم الذين يحملون هموم جماهير الفقراء والمحرومين والكادحين وهم الذين أودعت فيهم العناية الإلاهية قدرة وملكة التأثير في كلّ الناس بخلاف المثقف التقليدي الذي اعتلَى بُرْجَهُ العاجي واعتقد أنه أعلى درجة من العامة والكادحين والمستضعفين.

وقد كنا نعتقد أن المثقف العضوي لن يتقاطع مع المثقف التقليدي ولن ينخرط مع مثقفي السلطة الذين يعمدون من خلال ما يقومون به من أدوار سلطوية دعائية تقوم على سياسة التبرير و"التبندير" في تزييف وعي الجماهير.

ولم نكن نتصور أن المثقف العربي سيجتاز كل الأدوار المصطفاة للمثقف التقليدي والعضوي والسياسي ليتحوّزَ على أدوار ومهمات جديدة تفوق ما كان يتخيله المواطن العربي إذ حاز مثقفنا المُجْتَبَى على وَسْم جديد في سلم ترتيب المثقفين بعدما اختار دورا قميئا مبتذلا وهو دور المثقف المخبر أو المخبر "الأنتليجنسي" والذي اخْتِيرَ لَهُ أن يلعب دورا خطيرا في العصر الحديث بعد ما اصطفته الدوائر المشبوهة للقيام بمهمة مشبوهة حسب الطلب وحسب حجم المثقف وحسب حجم الأموال المدفوعة أيضاً.

وقد تفاجأ الجميع من وقع وتداعيات التسريب الخطير الذي ورّط النظام القطري وتسبب لَهُ في قطع علاقات بعض الدول العربية به ونتجت عنه أزمة إقليمية ودوليّة كبرى كادت ان تعصف بالمنطقة كلها، وتحركت بعده الدبلوماسية الدولية لتليين المواقف وإعادة ترتيب الأوضاع ورغم أن قطر قد حاولت أن تُكذّب محتوى التسريبات وتلتفّ على الأخبار ولكن بدون جدوى، فقد كان الخبر صحيحا والمعلومات ثابتة والأقوال موثقة، أما مصدرها فلم يكن معلوما!!!

وتفاجِئُنا الأخبار الموثوقة بأن من سرّب المعلومات والخفايا عن الأمير القطري هو عزمي بشارة وكان عميلاً مزدوجا وقد احتفظ "بشارة" ببعض المستندات بالإضافة إلى كلمات السر والدخول إلى الموقع الرسمي للوكالة القطرية.

ونزداد يقينا بإقدام هذا "الانتليجنسيا المخبر" بتسريب كل ما كان بحوزته من معلومات وتصريحات سرّيّة " حينما صرّح أنه قد اعتزل السياسة وذلك بعد ما انكشف أنه كان يعطي تفاصيل ما يتم تخطيطه في المطابخ السريّة ويُمكّن خصوم قطر من معلومات عن المجموعات الإرهابية التي كانت تدعمها".

ويجدر بنا ونحن نورد هذه المعلومات عن عزمي بشارة أن نقدم هذا الرجل كما قدمهُ عديد المتابعين والإعلاميين، فقد قدم "عزمي بشارة "نفسه للساحة السياسية بصفته "قوميًا"، حافظ على الاعتراف بالكيان الإسرائيلي، حيث يقوم بتنفيذ اتفاقيات وخطط إسرائيلية بإشراف وتمويل قطري خلال السنوات الأخيرة، هدفت إلى تفتيت الدول العربية، ليكون مهندس تطوير وتوطيد العلاقات القطرية الإسرائيلية.

وقد كشف "ديفيد وينبيرغ" الخبير المختص في قضايا الشرق الأوسط عن الدور المعقّد لعزمي بشارة وارتباطه بقطر وعلاقته بالجماعات الإرهابية، وقال إن "بشارة" يقدم المشورة إلى الديوان الأميري في قطر، بالإضافة إلى استشارات لبعض وسائل الإعلام القطرية ويدير مركزًا بحثياً ممولاً منها والذي استضاف في عدة مناسبات أشخاصاً مرتبطين بتهم إرهاب"، وهو الذي كان يُنسّق مع قطر لدعم معاهد استراتيجية بتونس.

وتنكشف المهمة المشبوهة لهذا العميل المزدوج وتنكشف عورة القطريين بمفعول ذات السحر وذات الأموال المغموسة بدماء السوريين والفلسطينيين والعراقيين والليبيين واليمنيين الذين سالت دماؤهم بفعل تجارة الدم التي امتهنها مثقفيّ (الهانة والجبانة) أمثال عزمي بشارة ودحلان وبرهان غليون .

أعرفُ أنّهُ سيلعنني عملاء قطر وأنصار "بشارة" في تونس فهم يقبضون منه بشكل وفير ولن يغيّر ذلك في الأمر شيئا. وسَيلْعَنُنِي عملاء الامارات وأنصار دحلان في تونس بسبب أنهم يتلذذون بنعيم أوراق الدولار التي يحصلون عليها منهُ.

وسَيَلْعَنُنِي نخبة واتباع الدواعش الذين يعتقدون في فكر وثقافة الدوعشة لـ"برهان غليون" ولكن لن يغيّر ذلك من أمرنا شيئا فنحن نزداد اعتزازا بما يحصل في سوريا التحرير وسوريا الصمود من انتصارات باهرة على الدواعش الدوليين والفكريين والوهابيين رُغما عن عمالة "عزمي بشارة" و"غليون" و"دحلان" ومثقفي (الهانة والجبانة ).